هذه تفاصيل الهجوم الأمريكي على إيران وسيناريوهات الرد الإيراني المحتملة

 هذه تفاصيل الهجوم الأمريكي على إيران وسيناريوهات الرد الإيراني المحتملة
آخر ساعة
الأحد 22 يونيو 2025 - 11:10

في تطور غير مسبوق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الأحد، تنفيذ ضربات جوية استهدفت ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، شملت منشآت فوردو، نطنز، وأصفهان، في ضربة وصفها بأنها "رسالة واضحة لا يمكن تجاهلها".

قاذفات B-2 وقنابل خارقة للتحصينات

الهجوم تم تنفيذه بشكل أساسي عبر قاذفات B-2 الشبحية التي انطلقت، على غير المتوقع، مباشرة إلى الأراضي الإيرانية دون التوقف في قاعدة غوام كما أشيع سابقاً.

واستُخدمت خلال العملية قنابل  GBU-57، التي تُعرف بقدرتها العالية على اختراق التحصينات، بوزن يفوق 13 طنًا، وقادرة على اختراق ما يصل إلى 18  مترًا من الخرسانة أو 61  مترًا في عمق الأرض.

وأكدت تقارير أمريكية أن منشأة فوردو، الواقعة على عمق يقارب 90 مترًا، كانت الهدف الأكثر تعقيدًا، وتم استهداف كل منشأة بقنبلتين لتحقيق التأثير المطلوب.

وعلّق ترامب قائلاً: "لا جيش في العالم يمكنه تنفيذ ما قام به الجيش الأمريكي اليوم"، مشددًا على نجاح الهجمات و"القضاء على فوردو".

رد فعل طهران

حتى الآن، لم تصدر إيران تقييمًا رسميًا شاملاً للخسائر، لكن مصادر إيرانية قالت إن المنشآت "لم تتعرض لأضرار لا يمكن إصلاحها".

وأدانت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الضربات ووصفتها بـ"الانتهاك الصارخ للقانون الدولي"، مؤكدة أن إيران "لن تتوقف عن تطوير صناعتها النووية".

وحذرت طهران، عبر قنوات دبلوماسية، من أن الرد سيكون شاملاً، مشيرة إلى أن الهجوم يهدد "الاستقرار الإقليمي ويعيد المنطقة إلى حافة الحرب الشاملة".

بالمقابل، سقطت صواريخ إيرانية، صباح الأحد، في عدة مواقع داخل إسرائيل، ما تسبب بإصابة 16 شخصا وتدمير عدة مواقع، وذلك عقب الضربات الأمريكية.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن إيران أطلقت 27 صاروخا باتجاه البلاد على دفعتين، 22 بالأولى و5 بالثانية، بينما أفادت القناة 13 العبرية بإصابة 16 شخصا في مناطق متفرقة.

بدورها، أشارت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، إلى تدمير أكثر من 10 مواقع في حيفا شمالا، ونيس تسيونا وروحوفوت وتل أبيب بالوسط جراء صواريخ إيران.

سيناريوهات الرد الإيراني المحتملة

وفق تقديرات خبراء ومراكز بحثية دولية، هناك خمسة سيناريوهات رئيسية مرشحة للرد الإيراني تتمثل، بدايةً، في استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة، حيث تمتلك إيران صواريخ دقيقة ونفوذاً إقليمياً عبر وكلائها، وقد تستخدم ذلك لمهاجمة القواعد الأمريكية المنتشرة في الخليج والعراق وسوريا.

 ثانيا، من المرجح أن تقوم إيران بإغلاق مضيق هرمز، حيث صرح إسماعيل كَساري، رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الإيراني، أن "إغلاق مضيق هرمز يُدرس بجدية"، وهو ممر تمر عبره نحو 20%  من تجارة النفط العالمية.

وفي حال تنفيذ هذا التهديد، ستكون العواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي وسلاسل الإمداد.

كما يتوقع مراقبون أن تقوم إيران بتحريك الأذرع الإقليمية، وتلجأ  إلى إطلاق صواريخ ومسيرات عبر وكلائها، مثل الحوثيين في اليمن، الذين قد يستأنفون الهجمات على السفن في البحر الأحمر وباب المندب، وكذا حزب الله في لبنان، الذي عاد مؤخراً ليؤكد اصطفافه الكامل إلى جانب إيران، وأخيرا فصائل الحشد الشعبي في العراق، التي سبق أن استلمت صواريخ بعيدة المدى من إيران.

كما قد تلجأ إيران، وفق خبراء، إلى ضربات غير متكافئة، تشمل عمليات تخريب ضد منشآت أمريكية في الخارج، وهجمات سيبرانية ضد بنى تحتية رقمية وحساسة في الولايات المتحدة، إضافة إلى تحريك الخلايا النائمة لتنفيذ أعمال انتقامية.

كما لا يستبعد مراقبون أن تقوم إيران باحتجاز رهائن أمريكييم، حيث تحذّر الخارجية الأمريكية من مضايقات واعتقالات محتملة لمواطنيها داخل إيران.

ويخشى خبراء من لجوء طهران إلى احتجاز أمريكيين كأوراق ضغط تفاوضية، سواء داخل البلاد أو عبر وكلائها في مناطق التوتر.